تواصلت مشاريع الخير والنماء في جميع مناطق المملكة، ودشن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله العديد من المشاريع الاقتصادية والاجتماعية في كلٍ من المنطقة الشرقية والقصيم وحائل والمدينة المنورة معلناً بذلك بدء حقبة جديدة من الازدهار والتطور في مسيرة هذه الدولة حفظها الله.
وسوف أتناول هنا مدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة لكونها تتناسب مع موضوع الزاوية والصفحة. تكلفة إنشاء هذه المدينة خمسة وعشرين مليار ريال وسوف يقوم بإنشائها تحالف مكون من أربع شركات سعودية، وستوفر عشرون
ألف وظيفة للمواطنين.
تتكون هذه المدينة من كليات تقنية ومعلوماتية وحدائق للتقنية وصناعات معرفية وحاضنات تقنية لرعاية الموهوبين، فضلاً عن مرافق اقتصادية أخرى تحتويها هذه المدينة. وبدأ ظهور مدن المعرفة ومدن التقنية في العالم يتنامى بشكلٍ ملحوظ،
وذلك لأهميتها في دفع عجلة التنمية والاقتصاد لأي دولة ودورها في زيادة الناتج المحلي وزيادة فرص التوظيف في قطاع الاتصالات وتقنيات المعلومات.
وتعتمد الصناعات المعرفية على كفاءة العنصر البشري واستخدام العقل للإختراع والتطوير في هذه الصناعة أكثر من الاعتماد على المواد الخام، وتدخل هذه الصناعة في قطاعات كثيرة مثل صناعة الاتصالات وتقنيات المعلومات وهندسة
الإلكترونيات وصناعة البرمجيات وغيرها.
وقد نجحت دول كثيرة في اقتحام هذا المجال وتبوأت مكان الصدارة في الصناعات المعرفية وأضافت مورداً اقتصادياً مهماً لمواردها الأخرى، بل إن بعض الدول جعلت من الصناعات المعرفية المورد الاقتصادي الرئيس وصاحب الرقم الأعلى في ناتجها المحلي.
ويأتي إنشاء مدينة المعرفة الاقتصادية في المدينة المنورة ليواكب التطور الاقتصادي الكبير الذي تعيشه المملكة، وليدعم قطاع المعلوماتية بشكلٍ عام ويتيح فرص وظيفية جديدة للشباب السعودي، ويضيف مزايا عديدة وجديدة لقطاع
الصناعة في المملكة العربية السعودية.
وبالله التوفيق
بقلم :د . فهد بن ناصر العبود
*عضو مجلس الشورى